04/08/2021 - 20:20

حوار | ضربة الشمس: كيف يُصاب الأشخاص بها وما هي سُبُل الوقاية منها؟

لقي الشاب رشيد حسن يونس أبو مويس من جنين، يوم أمس الثلاثاء، مصرعه، إثر تعرّضه لإصابة بضربة شمس، جرّاء عمله في الزراعة في بلدة أبو سنان، تحت شمس حارقةٍ وفي درجات حرارة مرتفعة. لكنّ الوفاةَ في حالات كهذه ليست أمرا

حوار | ضربة الشمس: كيف يُصاب الأشخاص بها وما هي سُبُل الوقاية منها؟

(توضيحية - أ ف ب)

لقي الشاب رشيد حسن يونس أبو مويس من جنين، يوم أمس الثلاثاء، مصرعه، إثر تعرّضه لإصابة بضربة شمس، جرّاء عمله في الزراعة في بلدة أبو سنان، تحت شمس حارقةٍ وفي درجات حرارة مرتفعة. لكنّ الوفاةَ في حالات كهذه ليست أمرا شائع الحدوث، بحسب ما أفاد طبيب أشار إلى أنّ ذلك ممكن في ظروف الطقس المتطرفة وموجة الحرّ الشديد التي تضرب البلاد منذ أيام، وقد تجاوزت الأربعين في العديد من المناطق.

للحديث عن الموضوع، لما يحمله من أهميّة، وبخاصّة خلال الفترة الحالية، حاور "عرب 48"، أخصائيّ الأمراض الباطنية وطب الطوارئ في المركز الطبي "هعيمك" (مشفى العفولة)، الطبيب خالد زبيدات، من مدينة سخنين؛ حول ضربة الشمس، ومخاطرها، وبخاصّة على الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، وسُبُل الوقاية منها.

الطبيب زبيدات

"عرب 48": عندما نقول "ضربة شمس" ماذا نقصد من الناحية العلميّة والطبيّة؟

زبيدات: بعد تعرّض الإنسان للشمس لمدة زمنية طويلة، عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة، يحدث نوع من التغير في حالة الوعي للشخص، يرافقه إرهاق زائد، وعندما أقول "تغير في حالة الوعي" أنا لا أقصد أنه يكون مغمى عليه أو فاقدا للوعي، وإنما أن يكون في حالة من التيه أو التشوش أو اضطراب الوعي، بمعنى أنه قد لا يدرك مكان وجوده، أو يصعب عليه التواصل مع من حوله، وربما يبدأ بالارتجاف، وطبعا يرافق ذلك ارتفاع درجة الحرارة إلى ما فوق الأربعين، وهذه أبرز أعراض ضربة الشمس.

"عرب 48": عندما تظهر هذه الأعراض على شخص متواجد تحت أشعة الشمس الحارقة كيف يجب عليه أن يتصرّف؟ وما الذي ينبغي فعله بشكل فوريّ؟

زبيدات: تبريد الجسم هي أول خطوة ضرورية وفورية، وهنالك الكثير من وسائل التبريد أهمها شرب الماء بكمية كبيرة، وسكب المياه على الرأس والجسم وترطيب الملابس، ومن ثم التوجه فورا إلى أقرب عيادة أو مشفى.

"عرب 48": كم من الوقت من التعرُّض لأشعة الشمس يستغرق الشخص حتّى يُصاب بضربة شمس؟

زبيدات: ربما تحدث ضربة الشمس بعد ساعة أو ساعتين من التعرض لدرجة حرارة عالية جدا، وهنالك عدة عوامل تؤثر، فقد نجد إنسانا يتعرض للشمس الحارقة لمدة ساعتين أو ثلاث ولا يصاب بضربة شمس، بينما قد يمكث شخص آخر ساعة تحت الشمس ويصاب بضربة شمس، فهنالك عوامل قد تسرّع وتزيد من احتمالية حدوث ضربة شمس، مثل الأمراض المزمنة، والتهابات معينة، ونقص في السوائل نتيجة عدم شرب كمية كبيرة من الماء منذ أيام، أو أي مرض آخر قد يسرّع من حدوث ضربة الشمس. عادة نحن لا نتحدث عن دقائق وإنما بين ساعة حتّى ساعات.

"عرب 48": ما الفرق بين ضربة الشمس والجفاف الذي يصيب الإنسان نتيجة الحرّ الشديد؟

د. زبيدات: بالأساس هنالك عاملان اثنان، حالات ضربة الشمس يرافقها ارتفاع حادّ في درجة حرارة الجسم إلى ما فوق الأربعين، وتشوّش في الوعي والإدراك، أي أنها تصيب الجهاز العصبي، لكن في حالات الجفاف يحدث ضعف عام ووهن في الجسم، لكن درجة الحرارة لا تتجاوز الأربعين، ولا تظهر عليه أعراض عصبية، وعادة لا يرافق حالات الجفاف رجفة ولا تشوّش في الوعي.

"عرب 48": كيف يمكن أن نتفادى الإصابة بضربة الشمس، في مثل هذا الطقس الحار بشكل شديد؟

د. زبيدات: أولا، كل الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة هم أكثر عرضة لضربة الشمس، وعليهم الامتناع قدر الإمكان عن التعرّض للشمس في الساعات الأكثر حرارة خلال اليوم، وحتى في بقية الأيام الحارة ليس فقط في الأجواء المتطرفة. ثانيا، بالنسبة للإنسان المعافى، يجب أن لا تزيد مدة تعرضه للشمس عن ساعة أو ساعتين، وعليه أن يكثر من شرب المياه لأن نقص السوائل في الجسم قد يكون سببا للجفاف وضربة الشمس أيضا، فشرب الماء بكميات كبيرة عامل مهم جدا.

"عرب 48": هل يمكن أن يُصاب شخص بضربة شمس أثناء تواجده في المسبح أو البحر لفترة طويلة؟

د. زبيدات: طبعا، هذا يمكن أن يحدث، فالمتواجد في البحر يكون الجزء العلوي من جسده ومنطقة الرأس عرضة للشمس الحارقة طوال الوقت، فضربة الشمس تصيب الرأس بشكل عام.

"عرب 48": هل الوفاة نتيجة الإصابة بضربة شمس أمر شائع؟

د. زبيدات: ضربة الشمس عادة لا يتم علاجها خارج أروقة المشفى، وفي كل حالة يشتبه فيها أن الشخص تعرض لضربة شمس يجب أن ينقل في الحال إلى المشفى، وذلك بسبب المضاعفات والتعقيدات التي قد تنجم عن ضربة الشمس، وقد تكون الأضرار خطيرة جدا وقد تصل في حالات متطرّفة إلى الوفاة كما شاهدنا بالأمس (وفاة الشاب أبو مويس).

لكنّ معظم الحالات لا تنتهي بالموت ولكن الأضرار قد تحدث في كل أعضاء الجسم، وأخطرها إصابة جهاز الأعصاب المركزي (الدماغ) وجهاز الكلى، وتفكك خلايا الجسم، التي قد ينجم عنها تجلط أو تخثر زائد في الدم، وبالتالي قد تحدث هذه الجلطة في الشرايين أو في الأوردة، ممّا قد يسبب الوفاة.

التعليقات